الطوائف المسيحية

الطوائف المسيحية هل تهدم الكنيسة؟

الطوائف المسيحية قبل ان ابدا في الموظوع ارايد ان اشير الى ظاهرة ان بعض الشخاص يضعون عنوانين تافهة مثل اية تهدم المسيحية, او فلان يهدم المسيحية, و نحن نعرف ان تلك العناوين هي فقط لجدب انتباه الشخاص لكي تزداد المشاهدات, فالمسيحية منذ بدايتها الى الان لم يستطع هدمها اعتى الجيوش رغم انها لاتعتمد على السيف او على القتل, و لم يستطع هدمها نوابغ العالم, اكثر من الفي سنة و المسيحية باقية و في قلوب الملايير من الناس, و لايمكن هدم المسيحية لانها ليست فكرة او ايديولوجية و لكنها هي حياة مع الاله الحقيقي, الله الذي خلق هذا الكون و احبه و لايمكن هدم محبة الله.

هذه فقط اشارة و ندخل على الموظوع

نجد في بعض الأحيان بعض الاشخاص الذين يهاجمون المسيحية بسبب تعدد الطوائف, و ينسى ان معظم الاديان بها طوائف مختلفة, و حتى الالحاد به طوائف كثيرة, فالاختلاف هو من طبيعة من البشر, فتجد في العائلة الواحدة بقلب المنزل هناك اختلافات في أمور كثيرة.

ناتي الى قضية تعدد الطوائف المسيحية, فهناك ثلاثة طوائف مسيحية رئيسية: الأرثوذكس و االبروتستانت و الكاثوليك, و من بين تلك الطوائف تتفرع طوائف اخرى. أورثوذكس تعني الرأي المستقيم أو الفكر المستقيم بمعنى استقامة الايمان و كاثوليك تعني الجامعة أي الكنيسة الجامعة أو الشاملة بمعنى انها منتشرة في العالم كله, و بروتستانت تعني المحتج أو المعارض. و هناك طوائف أخرى تنسب نفسها الى المسيحية و هي ليست بمسيحية كشهود يهوه و المورمون و الادفنتست …

أسباب ظهور الطوائف المسيحية:

يرجع ظهور الطوائف المتعددة بالأساس الى اختلاف تفسير العقائد أو العبارات التي يتم التعبير بها على العقائد المسيحية, لكن يجب ان أشير الى ان كل الطوائف المسيحية هي تتفق على قانون ايمان الرسل الذي هو ملخص الايمان المسيحي, و قانون ايمان الرسل ليس بوحي لكنه ملخص لايماننا و يتضمن اساسيات الايمان المسيحي و يحدد كذلك مقياس للمؤمن ان كان مؤمنا ام غير مؤمن, ونص قانون الايمان الرسولي هو كالتالي:

أؤمن بالله الآب ضابط الكل،

خالق السماء والأرض.

وبربنا يسوع المسيح، ابنه الوحيد.

الذي حُبل به من الروح القدس.

ووُلد من مريم العذراء.

وتألَّم في عهد بِيلاَطُسْ الْبُنْطِيِّ.

وصُلب ومات وقُبر،

ونزل إلى الهاوية.

وقام أيضًا في اليوم الثالث من بين الأموات.

وصعد إلى السماء.

وهو جالس عن يمين الله الآب ضابط الكل.

وسيأتي من هنالك ليدين الأحياء والأموات.

وأؤمن بالروح القدس.

وبالكنيسة المُقدَّسة الجامعة.

وبشركة القدِّيسين.

وبمغفرة الخطايا.

وبقيامة الجسد.

وبالحياة الأبديَّة. آمين.

فكل مؤمن مسيحي يؤمن بما جاء في القانون الرسولي.

في ايام المسيحية الاولى كان المسيحيون مجموعتين على كلمة واحدة كما جاء في الكتاب المقدس في أعمال الرسل 2: 44-46 :

 42 وَكَانَ الْجَمِيعُ يُدَاوِمُونَ عَلَى تَلَقِّي تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَعَلَى حَيَاةِ الشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. 43 وَلَمَّا أُجْرِيَتْ عَجَائِبُ وَعَلامَاتٌ كَثِيرَةٌ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ، اسْتَوْلَتِ الرَّهْبَةُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ. 44 وَكَانَ الْمُؤْمِنُونَ كُلُّهُمْ مُتَّحِدِينَ مَعاً، فَكَانُوا يَتَشَارَكُونَ فِي كُلِّ مَا يَمْلِكُونَ، 45 وَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُمْ وَمُقْتَنَيَاتِهِمْ وَيَتَقَاسَمُونَ الثَّمَنَ عَلَى قَدْرِ احْتِيَاجِ كُلٍّ مِنْهُمْ، 46 وَيُدَاوِمُونَ عَلَى الْحُضُورِ إِلَى الْهَيْكَلِ يَوْمِيًّا بِقَلْبٍ وَاحِدٍ، وَيَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، وَيَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ مَعاً بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ.

و كانت الكنائس تسمى باسم المدينة ككنيسة اورشليم أو كنيسة أنطاكية و غيرها … و لم تكن هناك طائفية واستمر اتحاد الكنيسة الى ان تم عقد مجمع خلقيدونية الأول سنة 451 ميلادية, و في هذا المجمع بدأت تظهر بوادرالانقسام : كنيسة شرقية  و كنيسة غربية , و كان من أسباب النقاش هو كيفية النظر الى طبيعة المسيح هل هي طبيعة واحدة أم طبيعتين, و في مجمع خلقيدونية الثاني سنة  1054 ميلادية تم الانشقاق العظيم و كان الاختلاف حول انبثاق الروح القدس هل هو من الاب فقط ام من الاب و الابن, مع العلم ان كليهما يتفق على أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث و هو الله , وكذلك الصراع على السلطة في الكنيسة بين بطريرك القسطنطينية  في الشرق و وبين أسقف أو بابا روما في الغرب, و من هذا المجمع تم انقسام الكنيسة و بدأ يطلق على الكنيسة الشرقية بالكنيسة الأورثذوكسية و الكنيسة الغربية بالكنيسة الكاثوليكية .

و حدث الانشقاق الثالث داخل الكنيسة الكاثوليكية ما يسمى عصر الاصلاح حوالي سنة 1521 ميلادي, بسبب فساد الكنيسة الكاثوليكية لتظهر الكنيسة البروتيستانية أو ما يسمى بالانجيلية.

الاختلافات بين الطوائف

كما قلت سابقا بان الاختلافات تظهر في تفسير العقائد أوالاختلاف في التعبير عن تلك العقائد و من بين تلك الاختلافات:

  • الاختلاف حول انبثاق الروح القدس هل هو من الاب أو من الاب و الابن معا.
  • طبيعة المسيح هل هي طبيعة واحدة أم طبيعتين.
  • المعمودية هل هي سر من أسرار الكنيسة أم انها فريضة و ليس سرا.
  • شفاعة القديسين هل الشفاعة تقتصر على السيد المسيح أم يضاف الى السيد المسيح القديسين و السيدة العذراء.
  • السيدة العذراء هل هي والدة الاله ام هي والدة المسيح و هل بتوليتها دائمة أم لا
  • التناول هل يتحول جسد و دم المسيح الى جسد حقيقي و دم حقيقي أم لا
  • كتابات الأبوكريفا هل هي قانونية أم لا

و هناك اختلافات أخرى لايسع الوقت ان نتكلم عليها هنا, و من الملاحظ أن جميع الطوائف تؤمن باساسيات الايمان فمثلا الكل يؤمن ان الروح القدس هو الاقنوم الثالث و هو الله, و لكن يختلفون في انبثاقه أي هل هو مرسل من الاب فقط أم من الاب و الابن, و في الحقيقة الأهم هو ان الروح القدس هو الله و هذا ما يبين سبب وحدة الكنيسة الأولى هو انهم كانوا يؤمنون بالروح القدس انه هو الله.

و هنا نأتي الى السؤال من هي الطائفة الحقة ؟ علينا ان نتفق ان ليس في المسيحية فكرة التكفير بمعنى ليس لأحد السلطة أن يقول ان تلك الطائفة هي كافرة مادامت تلك الطائفة تؤمن باساسيات الايمان المسيحي, فالخلاص هو بيد الله وحده, و لكن هناك باب للنقد للطوائف و الطوائف تنتقد بعضها البعض, و على الطوائف ان تكون منفتحة على النقد و منفتحة الى الرجوع الى كلمة الله لان السلطة الأولى والأخيرة هي لكلمة الله لان بواسطتها اعلن الله عن نفسه و عن ارادته و عن تعاليمه لنا و هي المرجع الاساسي لنا في نقاشاتنا.

و السؤال الاخرالذي يطرح هو كيف يمكن ان اختار الكنيسة ؟ ان اختيار الكنيسة يرجع الى قناعات الشخص و ارتباطه الروحي بجماعة المؤمنين, على الانسان ان يختار الكنيسة من منطلق قناعاته الكتابية لهذا على الانسان أن يدرس الكتاب المقدس و يفهم تعاليمه, فمثلا نحن في المغرب ليس لنا اختيارات عديدة فهناك كنائس بيتية محلية, لهذا من المهم ان تنظم الى الكنيسة في مدينتك و تكون ملتزما بالحظور وبالشركة الروحية مع الاخوات و الاخوة و تعمل على دراسة الكتاب و تطبيقه في حياتك.

و في الأخير اريد ان اشير ان تعدد الطوائف لايهدم المسيحية كما يدعي البعض لأن الكنيسة هي صامدة امام وجه كل الهجمات من بدايتها الى يومنا هذا و ستستمر في الصمود الى ان يرجع الرب و تتوحد كل الكنائس تحت سلطة الرب يسوع المسيح .

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات بحساب الفايسبوك

مواضيع ذات صلة