التبشير

التبشير في المسيحية

سلام ونعمة يسوع المسيح, سناتي في هذا الفيديو على تعريف ما هو التبشير و ما هي أهدافه, و سنجيب على بعض المغالطات حول التبشير و هل التبشير هو عداء للمسلمين.

تعريف التبشير

التبشير او ما يعرف كذلك بالكرازة معناه هو الاخبار بكلمة الله, اي مشاركة كلمة الله و العمل الخلاصي الذي قام به يسوع المسيح على الصليب ليفتدينا من أجرة الخطيئة التي هي الموت الأبدي, و المبشر هو ذلك الشخص الذي يحمل رسالة الانجيل و يشاركها مع الأخرين كما جاء في رسالة رومية الأصحاح العاشر الايتان 14 و 15 ”   لكي تخلص, و كل مسيحي يحمل مسؤولية التبشير بالانجيل, لانها أمر من الرب يسوع المسيح حيث جاء في انجيل مرقس الأصحاح 16 الاية 15 “وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.” وهدفه الأساسي هو ربح النفوس.

الهدف من الكرازة

فالهدف الرئيسي من التبشير كما قلت من قبل هو مشاركة الخبر السار, أي عمل المسيح على الصليب لكي يفتدينا من الخطيئة , أي ان المبشر يخبر الناس بما جاء في الكتاب المقدس و بما يؤمن به على انه الحق دون زيادة و لا نقصان, و ليس بالاعتماد على الخداع و الكذب فكيف يمكن أن يشارك الحق باستعمال طرق خادعة أو كاذبة؟

التبشير هو عمل ينبع من القلب و من ايمان عقلاني لأن دافع المبشر هو أمر الرب و المحبة للاخرين, أي أن دافعه هو ان يرى الناس يؤمنوا و يخلصوا من عذاب الأبدية, و يعمل ذلك فقط لأنه يحب الناس محبة صادقة و لايريد ان يراهم يهلكوا , لذلك التبشير ليس وظيفة يتقاضى عليها الانسان أجرا ماديا, و ليست محاولة لاقناع الناس عن طريق اغرائهم أو فرض عليهم الايمان بالقوة , فرسالة الانجيل هي واظحة و الانسان حر في أن يقبلها او يرفضها, و القرار الأخير يرجع الى الفرد بنفسه لأن الايمان المسيحي هو قرار بين الشخص و الله , فان كان الله نفسه اعطانا حرية الاختيار بان نقبله أو نرفضه, فكيف للانسان ان يجبر الاخرين على الايمان بما يريد هو.

هناك الكثير من الاشاعات الكاذبة تطلق على المسيحيين المغاربة أنهم يقومون باغراء الاخرين بالمال, و هذا ليس صحيحا و ليس منطقيا, لأنه أولا تعاليم المسيح هي ضد حب المال, كما جاء في الرسالة الأولى الى تيموثاوس الاصحاح السادس الاية 10 “مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ” ثانيا كم من المال تحتاج الى اقناع الناس بالمسيحية, تلك اشاعات كاذبة و قد اسقطت البعض أن يتوهموا انهم سيتقاضون المال ان قالوا انهم ان مسيحيون و لكن حين لم يحصلوا على المال رجعوا من حيث اتوا و هم بأنفسهم بدأوا يهاجمون المسيحيين.

هل التبشير يشكل خطرا

وناتي الى السؤال هل التبشير يشكل خطرا ؟ للأسف ان هناك حملات ضد التبشير, و تلك الحملات مبنية على اساس باطل, و قد تمت في هذا كتابة كتب عديدة والعديد من المقالات اساسها الترويج الى أن التبشير هو ناتج عن عداء للاسلام و للمسلمين, و هذا ليس له أساس من الصحة و ببساطة لأن التبشير وجد قبل أن يوجد الاسلام بقرون , فكما ذكرت من قبل أن التبشير كان بامر من الرب يسوع المسيح في انجيل مرقس الأصحاح 16 الاية 15 “وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.” هذا الأمر جاء في القرن الأول الميلادي و الاسلام جاء في القرن السادس, فالتبشير كان موجودا قبل الاسلام بخمسة قرون فكيف يكون التبشير أساسه هو العداء للاسلام و للمسلمين قبل أن يوجد الاسلام؟

ان التبشير ليس أساسه العداء أو الكره كما يشاع بل بالعكس أساسه هو المحبة و السلم , السلم الداخلي مع الله, فالمسيحيون ليس هدفهم أن يعادوا مجتمعا أو يمزقوا مجتمعا بل بالعكس أساس المسيحية أن يعيش الناس في سلام و محبة, و تلك الاشاعات هي اشاعات باطلة, و ما يروج ان المنظمات التبشيرية تنفق الملايير لكي تستهدف المسلمين هي في اذهان من هو حاقد على الحقيقة, لان التبشير يتوجه الى كل الناس الى الملحد و الى اللاديني و الى البوذي و الى كل انسان هو يحتاج الى الخلاص, و الكل لهم الحق في القبول أو الرفض .

التبشير في المغرب

 فنحن كمسيحيين في المغرب اتهمنا بالخيانة و بالجاسوسية وغيرها من الاتهامات الباطلة , فنحن مؤمنون بالرب يسوع المسيح نحب بلدنا كما يحبها أي مواطن مغربي , و لن نسمح لأي شخص بأن يمس وطننا بسوء, فنحن لانبيع وطننا  و لانعمل ضده, على المغاربة ان يفهموا المسيحية هي حياة روحية و ليس حياة مادية لكي ننجر نحو الماديات , نحن نؤمن بالحق لاننا اقتنعنا بان الانجيل هو كلام الله و نعيش بحسب كلمة الرب, وهدفنا ان نقف امام الله في يوم من الأيام بدون عيوب الخطيئة

ويمكن ان نتهم بزعزة عقيدة المسلم, فقط لانه نريد أن نرضي الهنا لانه امرنا بان نبشر, و عندما نبشر فنحن فقط نخبر بما جاء به الكتاب المقدس, و ليس هدف المبشر بان يزعزع عقيدة اي شخص كان مسلما أو ملحدا او غيره , بل الهدف هو الاخبار بعمل الرب يسوع المسيح و الناس أحرار فيما يقررونه.

أود في الأخير أن أتوجه الى المغاربة بان يتحققوا من الأمور بانفسهم و لايصدقوا اي شيء يقال لهم , و هناك أدعوك اخي و اختي أن تقرأو الكتاب المقدس بانفسكم و تعرفوا تعاليم الرب يسوع المسيح, و تعرفوا حقيقة الأمور بأنفسكم , لان في يوم ملاقاتكم مع الله لن يقف أي أحد معكم لكي يدافع عنكم, فالرب سيحكم عليكم على حسب ما قررته انتم هل كنتم مؤمنين به أم لا.

نتمنى ان تشاركونا في التعليقات بأرائكم أو أسئلتكم أو ان اردتم ان نتحدث على موظوع ما. 

 و الرب يبارككم.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات بحساب الفايسبوك

مواضيع ذات صلة